بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العرش العظيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم.

يميل معظمنا إلى محاولة إيجاد روتين معين لحياته يسير عليه، والهدف غالباً يكون تسهيل الأمور. فالأمور الروتينية تجري بسلاسة ويسر وبدون مشقة. ونفضل عادة أن نقوم بالأمور المطلوبة منا بأقل قدر ممكن من الجهد، فنحاول إيجاد أيسر السبل للقيام بذلك ونحاول أن نبقي أنفسنا على الحد الأدنى من بذل الجهد.

ينطبق الأمر السابق على كل ما نفعله في حياتنا. فمثلاً الطالب الذي يدرس لأجل النجاح في امتحانات يدرس عادة وغالباً بالقدر الكافي فقط لما يريده أو للنتيجة التي يريد أو يتوقع الحصول عليها – وليس أكثر من ذلك. الأمر نفسه في العبادات فنحن غالباً نؤدي الفروض المترتبة علينا دون زيادات أو نزيد السنن التي اعتدنا عليها وليس أكثر. الأمر نفسه في العمل وفي معظم نشاطاتنا اليومية.

يمكن أن نسمي الحيز السابق الذي تقع فيه نشاطاتنا تلك بالحيز المريح أو المنطقة المرحية من حياتنا Comfort Zone. ولوتساءلنا هنا الآن ماهي طبيعة النشاطات التي تقع خارج هذا النطاق المريح؟

الجواب على هذا السؤال ربما يكون مفاجئاً لأغلبنا. فعملياً خارج تلك المنطقة تقع كل الإنجازات العظيمة أو ذات القيمة المرتفعة التي يمكن أن نحققها في حياتنا. بمعنىً آخر فإن كل النشاطات التي تؤدي للإنجازات القيمة في حياتنا تقع في تلك المنطقة وليس في منطقة الراحة.

فلكي تكون ناجحاً في دراستك نجاحاً يكون مميزاً فيجب أن لا تكتفي بالقدر الكافي للنجاح بالإمتحان، إنما يتطلب ذلك منك مزيداً من الدراسة في أوقات كنت تخصصها غالباً للنشاطات السهلة المريحة في حياتك، كتلك التي كنت تقضيها في الزيارات أو مشاهدة التلفاز وغيرها. ولكي تمتلك جسماً صحياً بشكل مميز فعليك ممارسة الرياضة بشكل يكون مجهداً غالباً وعليك تحمل ذلك في سبيل الوصول للياقة البدينة المطلوبة. ولكي تتعلم لغة ثانية بطلاقة عليك التضحية بوقت كنت تصرفه للتسلية في سبيل الوصول لذلك الهدف.

إذاً يتضح لك أنك لتكون ناجحاً في مجال مطلوب منك أصلاً أو لتصل لنجاح آخر إضافي لحياتك فعليك غالباً بل دائماً ممارسة جملة من النشاطات التي تقع غالباً خارج الحيز المريح لحياتك Out of Comfort Zone.

كنت أقرأ في مقالة في إحدى المدونات التي أتابعها وكان كاتبها يتحدث عن ضرورة الجَلَد في الحياة، وكان قد أورد مثالاً من كتاب قرأه وهو Devil at my Heels يتحدث كاتبه عن جندي تتحطم طائرته في الحرب ويضطر للتعلق ببقايا الطائرة العائمة فوق البحر منتظراً أن يتم إنقاذه. في فترة انتظاره هذه اضطر هذا الجندي أن يصارع أمواج البحر وأسماك القرش واضطر أن يربط نفسه للحطام أثناء العواصف لكي لا ينجرب كما اضطر للقفز إلى البحر المليء بأسماك القرش عندما كانت طائرات العدو تغير على موقع الحطام!. كل ذلك كان ضرورياً له لكي يتم إنقاذه في النهاية وينجو.

اللافت في الأمر ما يقوله الكاتب وهو أن الجندي السابق ما كان ليتمكن من القيام بكل ذلك لولا أنه كان معتاداً على حياة شاقة من قبل. فالجندي الذي كانت حياته تتسم بنوع من الرفاهية (الروتين) ربما لم يكن ليتمكن من القيام بكل ما قام به الجندي الأول. أي أن حياة الجندي الشاقة السابقة مكنته من الصمود والنجاة في النهاية.

وأنا أقرأ المقالة السابقة لم يكن يدور في بالي إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إخشوشنوا فإن النعم لا تدوم.

وغالباً عندما كنا نمر على هذا الحديث كنا ننظر إليه على أنه أمر ربما نقوم به بين الحين والحين، بنشاط ما أو بالتقشف بشكل ما في المأكل أو الملبس.

لكن عندما قرأت تلك المقالة وجدت أننا يجب أن نطبق هذا الحديث لأمرين:

  1. الأول هو أن يكون لدينا الجلد الكافي لكي نصبر فيما إذا زالت النعمة عنا لا قدر الله. وغالباً كان هذا المعنى هو الذي يدور في بالنا.
  2. الثاني هو أن النشاط الذي نبذله خارج دائرة الراحة (وهو بعنى إخشوشنوا) سيقود دائماً وأبداً لإنجازات فريدة في حاتنا.

فليس معنى إخشوشنوا أن تفرض على نفسك حياة قاسية، لا على الإطلاق. كل مافي الأمر هو أن تقوم بالنشاطات التي تقع خارج دائرة الراحة Out of Comfort Zone.

فاستيقاظك باكراً كل يوم هو نشاط بمعنى الحديث السابق. والقراءة الجادة في المراجع المتعلقة باختصاصك هي من معنى الحديث. الرياضة الجدية هي أيضاَ تصب في هذا المعنى. كل تلك النشاكات تصب في هذا السياق وهي دائماً وأبداً ستقود لإنجازات مميزة في حياتك قبل أن تكون أداة ضرورية لك للبقاء فيما إذا مرت عليك ظروف صعبة لا قدر الله (ولا يشترط أن تكون مهددة للحياة).

لذلك فعلاً فإن معنى هذا الحديث ليس بمستوىً واحد  كما كنا نعتقد ونظن.

فكرتان اثنتان على ”4A# 12.3.17 — Out of Comfort Zone: إخشوشنوا

  1. كل الافكار بدور حوالين الكسلانين الي الله يعينهم معظمنا بنميل للكسل بس الشايف لوين بدو يوصل مستحيل يضل بالكومفورت زون .. لو تبحثلنا عن طريقة نشوف فيها شو بدنا ولوين بدنا نوصل .. بتحل المشكلة كلهاا
    والحديث تاع اخشوشنوا مش حديث اظن مقولة لعمر ابن الخطاب بس فكرته حلوة .. وشكرا

    Liked by 1 person

أضف تعليق