المحاولة الثالثة 03.02.2022 — وقد أغتدي والطير في وكناتها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العرش العظيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم.

ليس الأمر سهلاً، على الإطلاق! لكن في المقابل لا يجب أن يكون مستحيلاً! لكن لماذا ليس لنا سلطة قوية على أنفسنا؟! لماذا لا نتغير لمجرد أننا أردنا التغير، وأردناه بصدق؟! لماذا تعاند النفس التغير إن كان يجلب لها التعب ويسلب منها الراحة؟ سؤال محير فعلاً! وكأن هذا الجسد ليس لنا، وكأن تلك النفس تقود هذا الجسد لما تهواه وتعاند في سبيل ذلك كل محاولات التغيير!

هل نُعلي من سقوف طموحاتنا في التغيير فنفشل في ذلك؟ أم أن الأمر سهل فيما لو كنا قادرين على أن ننتصر على أنفسنا؟

لا جواب لدي الآن!

بدأت اليوم المحاولة الثالثة في التغيير، لست أصدق أن هذا التغيير يلزمه كل تلك المحاولات! ولا تستغرب فأنا أحاول منذ سنوات طويلة لإجراء هذا التغيير! الاستيقاظ صباحاً والاستفادة من ساعات البكور في إنجاز الأهداف المحددة.

بدأت اليوم بالاستيقاظ الباكر، وبعد أن صليت جلست أفكر فيما سأفعله، والنوم يغالبني! أن أبدأ العمل مباشرة كان أمراً صعباً، فما الحل؟ خطر ببالي أن خير ما أفعله الآن هو الخروج من المنزل، وفعلاً خرجت للجري.

أثناء الجري خطرت ببالي عدة خواطر منها أني فعلاً أُعلي بعض الشيء من سقف الأهداف الموضوعة لهذا التغيير، كأن أنجح فيه بين ليلة وضحاها ثم أكرره باقي الأيام! فقررت إخفاض سقف الأهداف وأن هذا الشهر سيكون مخصصاً فقط لمحاولة الإستيثقاظ الباكر والخروج من المنزل لبعض الجري، لا أكثر ولا أقل! لن أخطط لكثير من الدراسة أو كثير من المهام في هذه الساعات للشهر الأول، كل ما سأفعله هو الاستيقاظ الباركر ومحاولة الاعتياد على ذلك، وسوى ذلك فأي شيء مفيد وإن كان مجرد مطالعة سيكون مقبولاً.

إذاً المحاولة الثالثة تقتضي خفض سقف الإنجازات المطلوبة، والتركيز على الاستمرارية: الخروج كل يوم من المنزل والجري ثم العودة لممارسة أي نشاط بدون أي تقييد!

وللتحفيز اشتركت في تحدي للجري مسافة 100 كم لهذا الشهر، ولأني قمت بالاشتراك أثناء الجري لهذا اليوم، لم تحتسب المسافة التي قطعتها اليوم من التحدي!! لا مشكلة! سنعوضها!

والالتزام الآخر أن أكتب هنا كل يوم! تخيل أن الكتابة هنا كل يوم مهمة لم أستطع الالتزام بها! والسبب؟ عدم القدرة على الانضباط والتقيد بالأهداف المرسومة! ولكن أدعو الله أن أنجح هذه المرة إن شاء الله.

من المفيد كتابة وزني الحالي مع كل صورة! كنوع من تأنيب الضمير!الوزن الحالي: 89 كغ، صافي!

وكنوع من الإضافة المفيدة للمقالة لنذكر بيتاً من الشعر ونشرحه!

يقول امرؤ القيس في معلقته:

وقد أغتدي والطير في وكناتها — بمنجرد قيد الأوابد هيكل

والغدوة هي أول الصباح، ويقصد خروجه باكراً. والوكنة هي منزل الطير، والمعتاد أن يُستخدم تعبير الخروج مع العصافير دلالة على البكور، لكنه هنا من شدة البكور يخرج والطيور التي تشتهر ببكورها لا تزال في منازلها!

والمنجرد قيل فيه الماضي في السير وقبل الذي لا شعر له. الأوابد هي الوحوش وقيد الأوابد بمعنى أنها قيد لها لشدة سرعته وإدراكه لها، فلا تهرب منه. هيكل الفرس الضخم.

يقول: وقد أخرج للصيد والطيور لا تزال في منازلها، على فرس ماض في السير يدرك الوحوش ولا تهرب منه، عظيم الجسم.